كل النساء الحوامل يبدأن بالتعبير عن مخاوفهن وقلقهن عند اقتراب موعد ولادتهن، هذا الأمر طبيعي بالنظر للمجهول الذي ينتظر كل سيدة على وشك الوضع لأول مرة، وهنا سنحاول استعراض كل هذه المخاوف بشكل مفصل نسبياً، مع تقديم شروحات عن تفاصيل عملية الولادة حتى تتغلب كل سيدة على مخاوفها وتستعد لإستقبال طفلها بتفاؤل وارتياح.
مشاعر الخوف هذه طبيعية جدا ومشروعة لذلك فلا مجال لأن تشعر السيدة بالذنب لكونها خائفة من لحظة الوضع، ومع ذلك تجنبي سيدتي الإحتفاظ بمخاوفك لنفسك وحاولي التحدث في الأمر مع المولدة أوالطبيبة المشرفة على متابعة عملية حملك، فبإمكان هذين الشخصين الإجابة عن كل تساؤلاتك ومخاوفك، وبإمكانها كذلك مساعدتك على التخلص من مشاعر القلق.
إذا لم يكن الحديث مع هذين الشخصين كافياً لإستعادة الأم قليلاً من اطمئنانها وهدوئها فبالإمكان دائما اللجوء لطلب المساعدة من المعالج النفساني الملحق بمصحة التوليد التي ستحتضن عملية الولادة. وفي الغالب يكون حضور جلسات الإعداد للولادة من أجل الاسترخاء واستعادة الهدوء كافيا.
هذه اللحظات ستمكن السيدة من التعبير عن مكوناتها، ومن الحصول على أكبر قدر من المعلومات الشخصية حول الولادة وكل ما يتعلق بهذه اللحظة، وكذا تبادل وجهات النظر مع نساء حوامل على وشك الوضع، ومعرفة أن هناك من يشاركنها ذات الوضعية، وأنهن مثلها تماما يطرحن الأسئلة ويعبرن عن مخاوفهن في انتظار لحظة الصفر.
ماذا يحدث إذا ما ولدت بداخل السيارة؟بالنسبة لأول مولود، فمن الطبيعي أن تتساءل السيدة الحامل عن ما إذا كانت ستتعرف على العلامات الأولى لإقتراب المخاض وأن تشعر بالخوف من عدم قدرتها على الوصول في اللحظة المناسبة إلى المستشفى.
وإذا كانت فترة حمل السيدة قد خضعت لإشراف طبي، فمن المفيد أن تسأل طبيبها الخاص عن هذه العلامات.
يتعلق الأمر قبل أي شيء بالتقلصات التي تمكن عنق الرحم من الإنفتاح والإتساع بمجرد انتظامها وفي كل مرة تحدث فيها التقلصات، تشعر السيدة إذا ما وضعت يدها على بطنها بأنه يتصلب.
في البداية تكون هذه التقلصات نسبياً مؤلمة وتتم على فترات زمنية متباعدة، وبشكل عام ينبغي الإنتظار قبل التوجه إلى المستشفى حتى تنتظم هذه التقلصات وتظهر على رأس كل خمس دقائق على مدى ساعتين، أما إذا كانت التقلصات مؤلمة ومنتظمة ومتقاربة بمجرد ظهورها، فينبغي التوجه إلى المستشفى في الحال ولا حاجة إلى تضييع المزيد من الوقت.
العلامة الأخرى التي لا تقل أهمية تتمثل في تمزق كيس المياه، حيث ينزل سائل صافي ودافئ بشكل مفاجئ أو تدريجياً، وينبغي حينئذ التوجه إلى المستشفى على عجل دون انتظار، ويمكن أخذ دش سريع وليس حماما، لأن الجنين لم يعد محميا من التعفنات من طرف السائل السابيائي.
وسواء كانت هناك تقلصات أو لم تظهر فإن أي خروج للدم، ينبغي أن يدفع الحامل للتوجه في الحال إلى المستشفى. وبإختصار فإن هناك أسبابا عديدة تجعل من الضروري أن تجهز الحامل منذ نهاية الشهر الثامن من حملها حقيبة بأغراض المولود القادم، بالإضافة لملفها الطبي ومفاتيح السيارة، وأرقام هاتف سيارات الأجرة وسيارة الإسعاف.
خائفة من الشعور بالألم لحظة الولادة:عندما تتم عملية الولادة بإيقاع شديد البطء، فإن المولدة بإمكانها تمزيق كيس المياه دون إيلام السيدة، وتحت التخدير الموضعي تقوم بحقن الحامل بهرمونات الأوسيتوسين لتسهيل عملية الولادة.
واليوم يحاول الأطباء ما أمكن لمصلحة الأم والجنين معا، تفادي عمليات الولادة التي تدوم وقتا طويلا. ودعواتكن فإن شق الفرج يتم تحت التخدير المحلي، وصحيح أن هذه العملية تخلف الشعور بالإنزعاج وعدم الإرتياح خلال الأيام الأولى بالنسبة للسيدة التي أنجبت حديثا، إلا أنه للتخفيف من الآلام التي قد تشعر بها السيدة يمكن وصف بعض الأدوية المهدئة الفعالة، كما تنصح السيدة بالجلوس خلال الأيام الأولى على عوامة.
وبشكل عام فإن أسبوعين كحد أقصى كافيان لنسيان هذه العملية الصغيرة، واليوم تخشى الكثير من النساء الحوامل التخدير الموضعي بقدر ما يرغبن فيه، لأن طريقته في التخدير التي تقوم على الحقن في أسفل الظهر ما زالت تبعث على الخوف، وزيارة الطبيب المبنج يمكنها أن تضع كل الشكوك والمخاوف جانباً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق