فترة مابعد الولادة فترة حرجة والنصائح التقليدية لا تنقص بهذا المجال، إذ ينصح من الناحية الطبية بعدم الجماع لفترة تمتد 3 أشهر بعد الولادة، تسترجع خلالها السيدة قوامها الجسدي السابق للحمل.
تلعب العوامل النفسية خلال هذه الفترة دور كبير الأهمية على الحياة الجنسية للزوجين، وبشكل خاص أن كانت السيدة قد ولدت طفلها الأول. و يختلف وطئ هذه العوامل حسب الصعوبات والإختلاطات التي عانت منها السيدة وعايشتها أثناء الولادة؛ فجروح الولادة قد تولد حالة خوف من أن ينفتح الجرح أو بأن تشعر بالتألم لدى الجماع.
كما تلعب الرضاعة أيضا دوراً مهماً، فإهتمام السيدة بوليدها وإرضاعه قد يصرفها عن دورها كزوجة، مجرد فكرة تعلق الوليد بثدي أمه قد يثير حساسية الأب وبنفس الوقت قد يكون عند الأم سبباً للتهيج الجنسي.
اهتمام الأم الزائد بالوليد قد يكون على حساب الزوج الذي قد تشتعل الغيرة بصدره دون أن يستطيع التعبير عنها، فيشعر بتأنيب الضمير تجاه المولود المنتظر والذي خطف منه حبيبته.
جميع هذه الإشكالات الجسمية والنفسية قد تؤثر سلبيا على الحياة الجنسية للزوجين،لذلك يجب الإنتباه لها وإلا فقد تدوم وقد تدفع للإنفصال ولتدمير الحياة الزوجية.
من الناحية الطبية:
تلتئم جروح الولادة بسرعة وتعاني السيدة من بعض الضائعات الدموية التي تتناقص بشكل منتظم حتى تختفي وقد تعاود الظهور بحالات الإرضاع. ويستعيد الرحم حجمه خلال الشهر الثاني بعد الولادة، وقد تعود الإباضة بسرعة خاصة إن لم تكن السيدة مرضعة بعد الولادة مع احتمال حصول الحمل منذ الشهر الثاني بعد الولادة.
ترجع الدورة الطمثية بعد شهر ونصف الى شهرين وقد تتأخر أيضا بحالة الإرضاع.
من الناحية الجنسية:
تعود الرغبة الجنسية تدريجيا ويبدأ الأزواج بالعودة إلى الحياة الجنسية اعتبارا من الأسبوع الثالث. وينصح بإستعمال المزلّقات بالفترة الأولى نظرا لجفاف المهبل قبل استعادة النشاط الهرموني.
كما أن عضلات العجان المحيطة بالفرج قد تكون متشنجة بالفترة الأولى بعد الولادة، وغالباً ما تستعيد السيدة بسرعة مقدرتها على اكتشاف جسمها والتعود على التغيرات التي سببها الحمل والولادة.
لهذه الأسباب مجتمعة، تزيد امكانية حصول الإضطرابات الجنسية بعد الولادة، سواءً للأسباب النفسية المذكورة أعلاه، أوبسبب معاناة السيدة من تشنج المهبل من ألم يسببه جرح الولادة، أوبسبب تناقص الرغبة الجنسية.
ونلاحظ أن تطاول الفترة التي امتنع بها الزوجين عن الحياة الجنسية بنهاية الحمل وبالفترة بعد الولادة، غالباً ما تسبب وتخلق صعوبات اضافية للعودة إلى النظام المعتاد للحياة الجنسية، فإن اضطر الزوجين لسبب صحي إلى الإمتناع عن الإيلاج فلا شيء يمنعهم من المداعبات التي قد تعوض الحرمان الجنسي مما يخفف من المشاكل الجنسية التي تحيط بالحمل والولادة.
يبقى تفهم الزوجين المشترك لهذه النقاط المذكورة أعلاه خير وسيلة للمحافظة على الإنسجام الجنسي وبل بتحسينه نتيجة تعزيز الروابط بين الزوجين مع قدوم المولود الجديد.
1 التعليقات:
تعرفى على كل علامات الحمل من خلال مجلة الصحة
إرسال تعليق